الفصـل الأول.

-

إضاءة حمـراء خافتـه نوعًـا ما غطـت على هذا المطعـم الراقي. 

كـانت الإضاءة تعطـي لمعـان رائـع و مُناسـب بشـده مع خصـلات شعرهـا الذهبيـة. 

إمـرأه لافتـه قـادره على استحـواذ إنتبـاه كـل من حولهـا في ثواني عديدة، كـالحال الآن داخل هذا المطعـم لا يوجد من لا يتحدث عنهـا. 

أمـا أن يتسـأل من تلك المرأة الذي يطغي عليها الثـراء الشديـد. 

و هنـاك من يتحدث عنهـا، وعن كـم هي إمرأه مشهـوره و مجتهـده في عملهـا الخـاص. 

و هنـاك من يتسـأل عن مـن هي بالأصـل، و هـذا قـد يكـون نـوع من إثنـان، أمـا أن يكـون سائـح ليـس أوربي، أو هـو كـاره لهـا ولا يرغـب بالإعتـراف بأنه يعرفها. 

في كـل الأحوال هي استحوذت على انتباه، و تفكير جميـع من بداخل هذا المطعم الراقي. 

في حين إن الجميع ينظر إليها و يتطالعـون بهـا، هي كانـت مشغوله في قرأت الأوراق التي أمامهـا. 

قبـل أن ترفع عينيهـا عن الأوراق، قـد تساقطـت خصلات شعـرها الحريري على وجهها. 

وجهـت عينيهـا الزرقـاء ذو زُرقـة السمـاء الصافيـه نحـو من يجلـس أمامهـا، لتنطـق بنبـرة جامـده وهي تضـع الأوراق أمامهـا بكل هـدوء "تشـرفت بِالتعـاقد معـك سيـد لـويس"

مـد يـديه نحـوها بلهفـه غير مُبرره، إلا إنهـا تجاهلـت الأمر و مـدت يديهـا إليه تُصافحـه و هـي تبتسم بهـدوء و عينيهـا كـانت تنطق بكـم هي تشعـر بالمـلل. 

لينطـق بصـوت حاول إخـراجه خشنًـا "الشرف لي أنا سيـدة هنـريتـا، العمـل مع إمـرأة جميلـة مثلـكِ يُسعـدني و يُشـرفنـي للغـايـه"

كـان يحكم الإمساك على يديها، و يشـد علىٰ كـف يديهـا و يتحسسـه بطريقـه وقحـه و مقـززه جدًا. 

إبتسمـت هنريتـا لـه، و هـي تُطالعـه بإستخفـاف و يتخلخل نظراتهـا التقـزز، و الإشمئـزاز من فعلتـه القـذرة تلـك. 

حتي نطق ما جعلها تقهقه بصخب عليه. 

"لِمَ لا نحجز غرفـة في هذا الفندق الراقي، الغُـرف هُنـا ستعجبـكِ جدًا"

قالهـا وهـو يلاعـب حاجبيه بِطريقـة ظـن إنهـا مُثيـرة و قـد تجذبهـا، إلا إنهـا كـانت طريقـة مُثيـرة للإشمئـزاز.

وضعـت هنريتـا يديهـا أسفل ذقنهـا الحـاد تُطاعـه بِأعيـن هادئـه مُستنكـره ما يقولـه هذا الرجل. 

وهـو أعتقد لِلحظـه إنها ستـوافق على مُرافقتـه للغُرفـه، إلا إنهـا تحدثت بنبرة بـاردة أذهلتـه. 

"مـاذا أيضًـا؟!" 

ليعكـف حاجبيـه بعدم إعجاب وهو يتسأل، فهو يشعر إنها تستخف بـه "مـاذا تقصـدين بمـاذا أيضًـا؟!"

رُبمـا عليها تأكيـد الأمر له، لأنها و بكـل تأكيـد تستخـف بِه الآن. 

رفعـت يديهـا نحو شفتيهـا تكبت ضحكتها الرنانـه و العاليـه من الصـدور، فهي تشعـر بأنهـا على وشـك الإنفجـار. 

أحكمـت هنـريتا إغلاق شفتيهـا، تحاول ألا تتقيـئ حديثًـا جارحًـا يزيـد الأمور قذارة ممـا هي عليـه الآن، و حديثـه الشنيـع في حقهـا هي لن تصمـت عليـه أبـدًا. 

حـاولت التماسـك لآخر لحظـه، إلا إنهـا لم تستطيـع إحكـام ذاتهـا، فتعابيـر وجههـا توضـح كم هي تشعـر بالإشمئـزاز. 

لِتـردُف بـملامـح متقـززه، وهـي تسحـب يديهـا من بيـن يديـه و عينيهـا تختـرقه بنـظرات إشمئـزاز و تقـرف شديد. 

"هـذا لا يُـروقنـي .. حديثـكَ القـذر و أفعـالك الأقـذر لا تـروقني بتاتًـا" 

وضـع يديه فـوق كتفهـا بعد أن دفعـت يديـه، يبـدو إنه لا يتعلـم من أخطائـه أبدًا هذا الرجـل العـاق، إلا إنهـا أمسكـت بكـأس النبيـذ الذي أمامهـا و أفرغتـه فوق رأسـه. 

إلتفـت إليهم جميـع مـن بداخـل المطعـم، ينظـرون لتـلك المـرأه التي حطمـت كبـرياء رجـل و حعلتـه مُبعثـر في الأرض كـالنبيـذ تمامًـا. 

لم تكتفي بذلك وحسـب، بل أمسكـت العقود التي تحتـوي على صفقتهـم سويًـا، و قطعت الأوراق لِقطـع صغيـره أمـام عينـاه التي تتوسعـت بذهـول من فعلتهـا. 

"أنـت من تحتـاج المشفى الخـاص بي، و تحتـاج لِـتلك الصفقـة وليس العكس."

تحـدث ببرود و عينيهـا إحتـدت أكثر من السابـق، كـانت أشبـه بأمـواج البحـر الهائـج في تلك اللحظـه. 

وضعـت قدم فـوق الأخرى تُطالعـه بإستصغـار شـديد. 

إحتقـن وجهه بِـالدمـاء، و سـار بعيـدًا عنهـا، عينيهـا كـانت تتبعـه. 

سقـط على وجهـه بسبب إحدي الـرجال الذي دلـف لتـوه من البـاب، لينظـر إليـه بعدم إعجـاب قبل أن يـردُف بصوتـه الثخيـن. 

"لـم أقصـد" 

لـم تهتـم كثيـرًا به و رفعت رسغها الأيسر، تنظر في ساعتها الألمـاس التي ألتفت حـول رسغهـا بكـل أناقـه. 

و كـانت عقـارب الساعة تشير للتاسعـه والنصف مساءًا. 

"مُتـأخر عشر دقائق عن مـوعد وصولـه، بداية مُشرقـه "

لوت شفتيها بطريقه توضح من خلالها، إنها لن تبقي طويلاً تنتظر أن يصل ضيفهـا الآخر. 

لسـانها كان يضـرب باطـن وجنتيها من الـداخل بعصبيـه. 

ولكـن باغتها صوته القادم من أمامهـا مُباشرةً، يتحدث إليها بنبره يتخللهـا البرود. 

"بل أنا متواجد منذ زمن، إجتماعـكِ أخذ وقت طويـل أكثر مما ينبغي سيـدة لـورانـس "

رفعـت عينيهـا إليـه و قـد كـان ذاتـه الـرجل الـذي قد دفـع لـويس في طريقـه، نظـرت إليه مطـولاً قبـل أن تستقيـم من مقعدها، تنظر إليه يقف أمامها بهيئتـه التي تترك انطباع جدي و مُريـح. 

إبتسامـه جانبيـه مُريحـه قد طغـت على شفتـاه الورديـه كبتـلالات ورد ناعـمه، مظهره مُريـح و هذا يريحهـا على كل حـال. 

ليـردُف بصوتـه الثخيـن الذي أصبح يتـردد على أذنيهـا "نـاثـان سيـدهـارت"

إبتسمـت له وهـي تمـد يديهـا نحـوه و تُصافحـه، ولا تزال الإبتسامه صغيـرة تُداعـب شفتيهـا. 

"هنـريتـا لورانـس"

أشـار لهـا بيـديه نحـو المقعـد بأن تجلـس، تقـدم نحـوهـا و تعداهـا يقـف خلـف مقعدهـا، إتسعـت إبتسامتهـا بعد أن أدركت ما يـريد فعلـه، لتجلـس فوق المقعـد بهـدوء و راحـه ليعدلـه لهـا.

إتجـه نحـو مقعـده يجلـس عليـه، و عينـاه قد تقابلـت مع عينيهـا الزرقـاء التي جـذبت إنتبـاهه لهـا، حتى أن عينـاه قد شـردت لبعـض الـوقت في خاصتهـا، و هنـريتـا لم تتضايـق كونهـا إمـرأه تعـشق أن يتعمـق الجميـع في النظـر لِعينيهـا.

أشـار نـاثـان بلباقـه شديـدة للـنـادل ليتقـدم نحـوهم، و قـد أخذ طلـب كـلاهمـا. 

"أطلبي شيئًـا بدلاً من النبيـذ الذي أهـدر على هـذا الخـروف"

نبرتـه كانت مُريحه يتخللهـا المُزاح، أبتسمت هنـريتـا لـه وهي تؤمـئ برأسهـا، و تطلب ما ترغب به ليفعل نـاثـان المثـل. 

لتتسأل بهـدوء
"نتعـرف؟!"

ولكنـه أجابهـا بكل هـدوء و إبتسامه صغيرة نمت على شفتـاه "لـا أعتقـد إن هنـاك من لا يعـرف هنـريتـا لـورانـس و كذلك نـاثـان سيـدهـارت"

إلا إنهـا وضحت من جهتهـا ما تريد التحـدث عنـه بوضوح من خلال تعرفهـا. "أعتقـد معـرفة إنطباعنـا يجب أن نُعـرف عنها من البدايه، حتى لا نجـزع من الحقائق بعد وقت"

ليجيب عليها بذات الإبتسامه "لِمـا لا نتـرك هـذا لنهايـة الحـديث، إذا؟!"

همهمـت له تُفكـر في سؤالهـا التـالي. 
" تـريد الزواج بِـي؟! "

يشعـر بهالـة القـوة التـي تحيـط بهـا، كـذلك عينيهـا التي تلمـع رُبمـا بِحمـاس. 

ليجيـب عليها بلباقـه و نبـرة رزينـه
" أنـا هُنـا لأجل هـذا بالفعـل!" 

"مُساعدتي أخبرتني بشيء آخر، إن الـزواج سيتم لأجل صفقـه، لـن أرغب بالزواج برجل لا يرغب بِي .. هـل أنت ترغـب بِي؟! "

""نعـم أرغـب بكِ كـزوجـه، و كإمـرأتي التـي ستـدلف لحيـاتي و تحمـل إسمـي و قلبـي، و كشريكـة حيـاتي التي سأقضـي معهـا باقي عُمـري حتى المـوت .. لا تسأليني عن لما أرغب بذلك لأني لا أمتلك إجابه حتي الآن، 
ولكـن من يعلـم ربما في المستقبل يكـون لدي إجابه عـن هـذا، الأهم من هذا. 

أنـتِ ترغبيـن بِي كـزوج؟!"

إبتسامتهـا الجانبيـه لم تعـد كذلك، بل أصبحت تكتسـح مكانًـا واسعًا على شفتيها من إجابتـه عليهـا. 

عينيهـا الزرقاء كـانت تلمـع، تلمـع بنظرة جميلـه جعلت من عينيها أجمل مما هي عليـه.

تمعنـت النظر في عينـاه الخضـراء، قبـل أن تتحـدث مُحببـه على سؤالـه " أراه إنـك رجـل لبـق و لطيـف، و الحديث معـك سلسل للغايـه لذا أعتقد إني سأرحب بأن تكون أنت زوجـي "

اؤمئ برأسه مسـرور من سمـاع تلك الكلمـات تُغادر ثُغرهـا، سعيـد أن التراضي واضح بين الطرافيـن. 

عينـاه كـانت تأخذ جوله متفحصـه لهـا، تجلس أمامه بكـل وقـار و هـدوء، هـاله من القـوة و الإنجذاب تحيط بهـا، وهذا يجذبـه لإكمـال تلك الجلسه. 

كلماتهـا ليست بعابثـه، كمـا أن اللمعه التي في عينيهـا تظهر إنها قد انجذبت كذلك لحديثـه الأخير عن كونه يرغب بها بأن تكون زوجته، أيقن أن كلماته أثارت الأنثـى التي بداخلها و جعلتها تشعر بهيبتها و جمالهـا. 

"نتـحدث عن الشـروط الآن ؟! عن الحـدود التي يجـب أن تُوضـع؟!" 

"لا أحـب الشـروط، لمـا أنت مُستعجـل هكـذا ؟! لازلنا في بدايـة السهـرة أول لقـاء بيننـا"

" نتحـدث في ذلـك فيمـا بعد .. أما الآن فنحـن نتعـرف دون تدخـل العمل .. لسـتُ بمستعجـل إنما أحب أن أضع النقـط على الأحرف من البـداية حتى لا يحـدث خلاف فيمـا بعـد"

كانت نظرة هنـريتـا عنه من البدايه إنه رجل جاد، يجـب النظام و معرفة كل شيء سيـدور حوله في ذات اللحظه، يمتلك عينـان مُميـزتان، يبـدو إنـه يحـب العمـل و معرفـة حدوده و كذلك عينـاه مُميـزتان. 

و تلك النظره التي في عينـاه تجعلهـا تتسأل، هل هو ينظـر لها بِإعجـاب و عيناه تلمـع أم إنهـا تتخيـل ؟!

دارت بينهم العديد من الأحاديث الجانبيه والتي كانت بشكل ما سلسه للغايه، ولم تكن ثقيلة على قلب كلاهُمـا.

وضعت يديها أسفل فكهـا تستند عليهمـا، تُطالعه بِعينيهـا الزرقـاء التي تشبـه السمـاء الصافيـه عندما يُسلط عليها أضواء المكان. 

لتردُف وهي تُركز بعينيها عليـه. 
"تقـول إن والدتـكَ يونانيـة الأصل، مـن أن الرائع أن يحمـل زوجي المُستقبلـي أكثر من جنسيـة!"

إبتسم إبتسامـه الساحرة تلك، و اسدلت أهدابه بلطف تغطي عينـاه الزُمرديـه. 
"ماذا عنـكِ؟!"

ذمت شفتيها قليلاً قبـل أن تتحدث.
"أبـي فرنسي الأصل و أمـي أمريكيـه!"

بذات نفس الإبتسامة أجاب عليهـا. 
"إختلاط لطيـف"

همهمـت له بلطـف، ليسألها عن المُغادرة فالوقت أقترب على مُنتصف الليل بالفعـل. لتؤمئ له و بداخلهـا استغربت إنها بقت معه كل هذا الوقت دون الشعور بالملل. 

صعدت سيارتهـا و هو كان يقف بجانب نافذتهـا، ينحني بظهره قليلاً و عينـاه كـانت تُطالع وجهها الجذاب. 

لتتحدث إليه وهي تُطالعه بعينيهـا تتفحصـه جيدًا. 
"يمكنك القدوم غدًا للمشفي لقرأت العقود و مناقشتها "

شفتاه قد إستقمت في خط طويل، قبـل أن يتحدث إليها بصوته الرجولي الذي جعل من القشعريرة تسير في عمودها الفقري. 

"لمـا لا تأتي لشركتـي في الأول؟ لقد رأيت المشفى منذ وقت طويـل، ما رأيك في القـدوم لشركتـي غدًا؟!"

نظرت له مطولاً قبل أن تجيب عليـه.
"حسنًا، أراك غـدًا"

وضعـت يديها فوق المقود ترغب في القيادة، إلا إنه أوقفها بصوته و طلبـه. 

"هـل لي برقم هاتفـكِ؟!"
"تفضـل"

قدمت له هاتفهـا لأجل أن يكتب رقمه بـه، و هو قدم لها هاتفـه و كتبت رقمها بـه.

و كليهما لم يسجلوا بعضهما بأنفسهم، و تركوا لبعضهم حرية إنتقـاء الأسماء. 

قدم لها هاتفهـا كما فعلت هي المثل معه. يتحدث قائلاً "سُررتُ بلقائـكِ و التعـرف عليـكِ آنسـه هنـريتـا!"

إبتسامة لطيفه قد نمت على شفتيها تظهر إعجابها الشديد به، بطريقته و أفعاله، حديثه! و هذا كان غريبًا للغايه على هنـريتـا الكارهه للحـب. 

"المثـل لي سيـد ناثـان، كـان من الرائع الجلوس برفقتـكَ و التعـرف عليـكَ"

أقترب من النافذة أكثر، يحمل كف يديها بين خاصته مُقبـلاً إياها بلطف. 
" ليلـه سعيـدة لكِ "

ابتسمت على فعلته تلك قبل أن تجيب عليه. " ولـك أيضًا "

و انطلقت مُغادرة للمنزل بمشاعر جديدة عليها تشعر بها بعد لقائه، ليس حبًا أو إعجابًا، فقط انجذاب لِلباقته و لطفه و طريقته في جذبها في الحديث و الوقت التي أمضته معه جعلها تيقن إنه بشخص يستحق كل هذا الوقت بحق. 

إمـرأه كـهنريتا هي إمـرأه تقدس الوقت و المواعيد، إمـرأه طبيبه تدري كيف تدير وقتها بالضبط، إمـرأه تدري إن الوقت من ذهب و تعلمت هذا أكثر من المرضى الذي تتعامل معهم و مع الوقت. 

𓂉

وصلـت للمنـزل بعد عدة دقائـق كثيـرة من مُغادرتهـا للمطعـم و فـي طـريق صعـودها نحـو جناحهـا، صادفـت تواجد ابنة عمهـا ديـور تجلس في البهـوت تقرأ إحدي الكُتـب.

الساعـه كـانت تُشيـر للثانيـه عشر وهذا موعد نـوم جميع من بداخل القصـر. 

اقتربت من مكان جلوسها، لتقف بجانب الباب وهي تستند عليه بجذعها تنظر إليها بهـدوء، تُرأقب كم هي مُنغمسه في الكتاب لدرجة إنها لم تستمع لصوت كعبها العالي الذي يضرب الأرض بقوة. 

رأقبتهـا هنريتا بكل هـدوء، الأجواء كانت هادئه بشكل مخيف ليبقى شخص وحده في البهو الآن، إلا إنه كان أفضل وقت بالنسبة لها لأن تقرأ كتابها دون أن يزعجها أحد. 

"إصعـدي للقراءه في الأعلى، غُرفتـكِ أو المكتبه ذاتهـا، لا تبقي هُنـا فلا نُحبـذ أن يُقـلل أحد من شأن المكـان، البهـو لأجل الإجتماع لأوقـات يبقى فيها الجميع."

شهقـت ديـور بفـزع من صوت هنـريتـا الصارم و الحـاد، الذي اخترق مسامعهمـا في وقت راحتهـا. 

عنـدما قالت هنـريتـا 'لا نُحبـذ' فهـي كـانت تقصـد بحديثها هذا عائلتهـا فحسـب، لم تكن تتضمن عائله عمهـا التي تُشاركهم القصـر الكبيـر والذي كـان للعائلتـان. 

" هنـريتـا ؟! لـم أقصد أن أقـلل من شأن شيء، فقـط مللت من الجلوس في غُرفتي أو المكتبـه!"

تلبكـت ديـور وهي تنهض من مكانهـا سريعًا، أعين و صوت هنريتا الصارمتان لا يوضوحوا إلا غصبها.

حديثها البسيـط و الهادئ قد إستفز هنريتا بلا أي سبب يذكر بحق. 

لتجد ذاتها تجلد من أمامهـا بكلماتها الحارقه، والتي جعلت من ديـور منصدمـه بحق. 

"لمـا أنتِ عاله على العائله؟! ألا تنـوي أن تعملي؟ أعتقد إنكِ قد تخرجتِ من الجامعه منذ عام فائت! إذا مـاذا ؟!"

إتسعـت أعين ديـور بإندهـاش، فهي لا تصدق أن تلك الكلمات قد غـادرت فاهه هنريتا بلا أي سبب يذكر.

تعلم أشد العلم إن هنريتا تحب الهدوء و أن يكون كل شيء في موضعـه، إلا إنها لم تفعل شيء تستحـق عليـه تلك الكلمات الجارحـه.

و تعلـم إن هنـريتـا تكرهها كـرهً شديدًا، و السبب لا أحد يعلمـه سوى هنـريتـا فحسـب.

أغمضـت ديـور عينيهـا، لا راغبه لها في خوض شجار الآن، لا ترغب بأن يعلـو صـوتهـا و تصنع ضجه فلا صحه ولا طاقه لها لهـذا، ويبدو إن هنـريتـا مصره على أن يحدث شجار عنيـف هُنـا. 

إلا إن محاولات ديـور في تمالك ذاتهـا قد ذهبت مع الـريح، لتفتـح عينيهـا الرُماديـه، التي تقابلـت مع زرقاوتـي هنـريتـا 
لتنطـق بِإنـزعاج واضح على ملامحها الناعمـه الجميلـة. 

"لمـا تتحدثين معي هكـذا؟! أعمل أو أبقى عاطلـه أو حتى عاله علىٰ عائلتـي هـذا شأني وحـدي هنـريتـا، لذا لا تتدخليـن فيـه"

صوتها الحاد اخترق مسامع هنـريتـا التي إعتقـدت إن ديـور لن تجيب عليها أبدًا، فصمتها و إغلاقها لِأعينها كان شبه فتاة صغيرة تحصل على توبيخ حاد من معلمتها.

إلا إن خطـوات هنريتا الهادئه التي أخدتهـا نحو ديـور أقلقتهـا، نبضات قلبها كانت تؤلمهـا خوفًا من القادم. 

"لا أتـدخل في شؤونكِ؟ هـذا مُثيـر للضحـك .. خطبـه سعيـدة لكِ يا ديـور، خاتِـم جميـل للغـايـه، فمـن هو تعيس الحظ الذي سيتزوجـكِ؟" 

ألجم فاهه ديور وهي تطالع هنريتا بأعين منصدمه من حديثها، هذا قد يكون أسوأ من سابقه بالنسبة لـديور.

نطقـت هي تلك الكلمـات و داعبـت خصلات شعرها الطويل الأشقر المُماثـل لخاصتهـا، قبل أن تلتفت و تغـادر نحو جناحهـا تاركـه ديـور في حاله من الذهـول، فهي لا تصدق تلك المُحادثـه العقيمـه التي حـدثت الآن بينهـا و بين إبنـة عمهـا الأصغر.

رفعـت ديـور يديها نحو سقف الغُرفـه، تنـطق بِـ "فـل يُصبـرني الـرب عليـكِ يـا هنـريتـا"

حملـت ديـور كتابها فلم يعد لها الشغف في قرأته و إكمـاله، بعد أن أقسمت إنها ستنتهي منه خلال ساعات فحسـب، إلا إن يبـدو إن تلك الساعات ستطول قليلاً. 

أكمـلت خطواتهـا نحو الطابق العلـوي، ولكنهـا تقابلـت مع إيثـان إبن عمهـا الأكبر و الذي يكـون شقيـق هنـريتـا الأكبر.

تفاجئ هـو من رؤيتهـا لا تزال مُستيقظـه في مثل تلك الساعـه المُتأخـره من الليـل. "لـم تنـامي حتى الآن؟!"

نظرت لـه ديـور بهـدوء قبل أن تجيب عليـه، وهي ترفع الكتـاب الورقي الذي تحملـه بين يديهـا أمام عينـاه. 

"كـنت أقرأ كتـاب، سأذهب الآن للنـوم"

كـادت أن تتحرك من أمامـه تتـوجه نحو غُرفتهـا التي كـانت في نهايـة الممـر، والتي بالصـدفة كـانت بجانـب غُرفتـه تمامًـا. 

إلا إن كـف يديـه الذي حاوط رسغهـا يوقفها عن إكمـال طريقهـا، جعلهـا تتنهـد ولا تلتفت إليه. 

ليقتـرب منهـا و يقف أمامهـا تمامًـا، حيث عينيهـا التي أصبحـت ذابلـه من السهـر و من حـديث هنـريتـا القاسي لهـا. 

ليتسأل إيثـان بإهتمـام، فهما حـدث هي إبنـة عنـه الصُغـرى وهي المُفضلـة لـه.

"هـل أنتِ بخيـر؟ تبـدين شاحبـه و غاضبـه؟!"

نظرت لعينـاه التي تتلألأ بالقلق، ولكنهـا إبتسمـت له بهـدوء وهي تسحب رسغهـا من بين كفـه بهـدوء. 

لتردُف "لا أنا أفكـر فحسـب، سأذهب الآن
ليلـه سعيـدة إيثـان." 

تحـركت من مكانهـا تتخـذ طريقها نحو غُرفتها، إلا إن نداء إيثـان لهـا أوقفهـا عن الإكمـال. 

لينطـق وهـو يتخـذ خطوات طويله نحوهـا، ليقـف خلفها تمامًـا "ديـور أنتظري" 

ولكـن صـوت هنـريتـا القـادم من خلفهمـا، جعل من أجسـادهم تتجمـد في مكانهـا، ولكـن حديثهـا كان هادئ و بسيط لا يتغلغلـه أي تهـديد. 

"إيثـان هيا أريـدك" 

ألتفت إليه ديـور و عينيهـا كـانت تنـذر بأن سقـوط دموعهـا على وشك الحـدوث. 

"فـل تذهب إليهـا، لا تشغل عقلـك بي"

تلك الكلمـات البسيطة التي غادرت فاهها جعلتـه في حاله من الغضب و الإنـزعاج، كيـف له ألا يهتم لها ولكل ما يحدث لها؟!.

دلفـت هي لغرفتهـا تغلق بـاب الغُرفة خلفهمـا، وهو تنهـد يذهـب نحو هنـريتـا التي تنتظـر. 

-

فـي الصبـاح الباكـر حيـث الجميـع مُجتمـع حول طاولة الإفطـار، كـان الهدوء يعم المجلس، الخدم يضعون الأطباق فوق الطاوله أمام كل شخص. 

أعيـن والـدة ديور كـانت تنظر لمقعدها الفارغ، و حقًا شعرت بالذعـر كون ابنتها ليست متواجدة ولم تستيقـظ، و هي تعلم بأن أمهـا راغبه في الإعلان عن شيئًـا. 

لتتحمحـم السيـدة سوليـن، وهي تنهـض من مقعدها جاذبه انتباه الجميـع إليهـا. 

"سأذهـب لإيقـاظ ديـور، لا أدري لمـا كل هذا التأخير في النـوم" 

لتبتسم هنـريتـا بسخريـه تاركـه الملعقـة بجانب طبقهـا، قبل أن ترفع عينيهـا الزرقاء اللامعه نحـو السيـدة سوليـن زوجـة عمهـا. 

لتنطـق هنـريتـا بهـدوء، كمـا لو إنها تتحدث بكل أريحية ولا إنها تتحدث بالسوء عن ابنة عمهـا المسكينة. 

"هـذا لا ينتج إلا عـن أفعـال شخص فاشل مثلها، لا تعرف معنى المسؤوليه و إحترام المواعيد"

تنهيـدة قوية غـادرت فاه إيثـان الذي اشتدت قبضة يديه على السكين، الذي يمسكه بين يديه ليقطع الطعام الذي أمامه. 

رمقتـه هنـريتـا بطرف عينيهـا لا تدري لمـا هو غاضب من حديثها، ولكنهـا تجاهلت الأمر تمامًـا. 

فهو دائمًـا ما يكون صامت عندما تهين إحدي أفراد العائله بلا أي سبب مُقنـع، إلا عندما يذكر في الحديث إسم ابنة عمهمـا ديـور، فجأه ينقلب شخص آخر.

و مـن الجيـد إن هـذا لم يلفـت نظرهـا لأي شيء.

وهـل تصمت هنـريتـا بعد أن حصلت على ردود فعـل غاضبه من كل المتواجدين؟! بالطبع لا أكملت بكل هـدوء و سخرية، ولكن التهجم كان واضح في نبرتهـا. 

"هـل ستبقى عالـه على عائلتنا هكـذا؟! لا تفعل شيء سوى الذهاب للتسوق و المجيء لملئ معدتها بكل ما تشتهي؟ هـذا مُكلف للغايه"

هـذا أشعر عائلـة عمهـا إنهم عالـه عليهم، وإن ابنتهم تأكل من مال هنـريتـا، انزعج عمهـا كثيرًا من حديثها الوقـح الغبي، و أراد أن يرد عليهـا بطريقته، إلا إن والدهـا قد سبقـه في الحديث. 

"هنـريتـا! هـذا الحديث المقـرف لا أريد سماعـه مـرة أخرى! قـد يكون لا يوجد من يقف في وجهك، ولكنني لازالت حي، لا أسمح لـكِ بالتحدث بمثل هذا الحديث عنها أو عن أي فرد في تلك العائله، إعتقـدت إنكِ فتاة كبيرة و عاقلـه، ولكن اتضح إنكِ طفلـه وحسـب، انتبهي لحديثـكِ مع الجميـع. يكفـي هارفـي التي لا نعلـم أين ذهـبت و إلـى أي بلـد سافـرت."

تهجمـت ملامح هنـريتـا بغضـب من حديث والدهـا، لتضحك بإستخفـاف وهي تنهض من مكانهـا تاركة الطاوله بأكملهـا. 

لقـد تأخـرت عن المشفـى و العمليـات، نظرت نحـو إيثـان تنتظـر أن يُرافقهـا للخـارج و الذهـاب للمشفى سويًـا، ولكنـه أخبرها بكـل بـرود. 

" لـن أذهـب اليـوم، سأخـذه أجـازه
إجعلـي أوليڤيـا تحـل محلـي"

هـزت هنـريتـا رأسها تأخذ خطواتهـا نحو المخـرج، إلا إن صوت والدهـا الصـارم و حديثـه الـذي يقـوله لهـا يوميًـا أوقفهـا. 

" إجعلـي هـارفي تتصـل بي، فأنـتِ الوحيـدة التي تستمـع لحديثـكِ يا هنـريتـا"

تصنـم جسد هنـريتـا لِلحظـات قبل أن تؤمئ لـه بهـدوء، ناطقـه بشبه همـس 
" حسنًا "

كـادت أن تكمـل خطواتهـا نحو الخـارج، إلا إن والدتهـا قد قطعـت هـذا بحديثهـا. 
" هنـريتـا، لا تنسـي مَوعـد حفـل الشـاي، 
سنجتمـع اليـوم في النـادي الساعـه الثانيـة ظهـرًا" 

لتؤمئ برأسها لها، هامسـه بِـ"حسنًا" 
قبل أن تغادر سريعًا المكان، لأنها بالفعـل مُتأخـره عن العمـل.

في أثناء خروج هنـريتـا من المنـزل، دلفـت ديـور قاعـة الطعام وعلى وجهها إبتسامـه بشوشـه لطيفـه. 

لتتحـدث بهـدوء و هي تتخذ مقعدها بجانب إيثـان "صبـاح الخيـر" 

كـاد أن يجيب عليها إيثـان، إلا إن والدتهـا قد نهرتهـا بشدة وهي تطالعها بأعيـن غاضبه. 

"لمـا تأخرتِ في نومكِ؟!"

والدتهـا كارهـه لفكرة أن يتم توبيخهـا و السخرية منها و من عائلتهـا من قبل فتاة مثل هنـريتـا، تربت على الدلع و عدم الحزم! هذا يزعج كل كائن في المنزل. 

لتتحمحـم ديـور بهـدوء متفاجئـه من غضـب والدتهـا المُفاجئ في الصباح الباكـر هكـذا. 

لتنطـق ديـور بنبرة هادئه تخفي توترهـا من نظرات الجالسين على الطاوله. 
"سهـرت في الليـل في الكتابـه، كنـت أكتب روايـه جديـده كـنت أرتـب لهـا منذ وقـت طويـل"

اؤمئ لهـا الجميع بهـدوء و تفاهم للأمر، فهي بالفعـل تعمل و لديها عمل كبير، إلا إن الأمر مخفي عن هنـريتـا بالكـامل. 

لتنطـق سـول والدة هنـريتـا وهي تبتسم ببشاشه " عـن مـاذا تتحدث الروايه الجديدة خاصتـكِ؟! "

هـذا السؤال لم يكن في مخططتهـا أبدًا، نظرت بجانب عينيهـا نحو إيثـان الذي هو الآخر ينظر إليها، راغبًا في السماع الكثير عن الروايه و فكرتهـا، فأفكار ديـور دائمًـا ما تكون مختلفه و تتناول موضوعًا مهمًـا. 

إشتـدت قبضـة ديـور بقوة حول يديهـا تحاول كبـت توترهـا وهي تضعها في حجرهـا، إلا أن يـدي إيثـان التي وضعت فوق خاصتهـا، جعلهـا تشعر بالإرتيـاح و الطمأنينه. 

لتنطـق بغيـب بعد فعلت إيثـان تلك 
" عـن حُـب أبنـاء العـم المُحـرم، تعليمن يشغـل بالي هـذا القانـون كثيـرًا"

صـوت صرصور الحقـل لم يكن يسمع حتى في تلك الجلسه التي حل عليها الصمت المُفاجئ. 

'إحـدى قـوانيـن العائلـه، ممنـوع الزواج من أبنـاء العـم أو أبناء الخـالـه، و مـن يحـب من أبناء عمـه، يطـرد من العائلـه' 

بدأوا في الإستيعاب واحد تلو الآخر، حتى قهقهت والدتهـا بقـوة و شاركهـا جميـع الجالسين بإستثنـاء إيثـان، لتنطق والدتهـا بإستخفـاف شديد. 

" مـا هذا الهـراء يا إبنتـي؟ مع ذلك بالتوفيق لكِ مع الحب المُحـرم هـذا "

همهمـت لهـا ديـور وهي تبتسم بإنزعاج شديد، تشعر بقبضـة إيثـان تشتـد على يديهـا بقـوة. 

إقتـربت منهـا والدتهـا تهمس لهـا في اذنها " لا تخبـري هنـريتـا، لا تتحـدثِ في الموضوع أمامهـا إلا أن يتـم، لا نريـد مشاكل معهـا مُجددًا"

اؤمئـت لها ديـور، وهي تسحـب يديها من بين أيدي إيثـان لأجل ألا يلاحظهم أحد. 

بدأوا في تنـاول الطعام من جديد، ولكـن هل سولين تصمت؟ أبدًا و نطقـت بمـا أولع الفتيلـه بين القابعين بجانب بعضهما البعض. 

" و بمـا إن الجميـع متـواجد، سأزف عليكم هـذا الخبـر الجميـل، هُنـاك من هـو متقـدم لإبنتـي ديـور، و حقيقتًا هـو شخص رائـع و عائلتـه من أثريـاء إيطاليـا"

كـانت سولين تتحدث بحماس شديد، و عينيهـا تطـق حماس و شرارة من السعـادة التي تغمـر فاهها. 

لتوجهـه نظرها نحـو ديـور التي تحاول أن تستوعب ما تنطـق بـه والدتهـا الآن. 

" ستذهبيـن اليـوم لِلقائـه يا ابنتي، فهـو متـواجد في فرنسـا لبعضـة أيام فحسـب، إذهبِي و تعرفي عليـه، لعل وعسى تتلاقى أقـداركم"

لا تدري إن أقدارهم لن تتلاقى، لأن هنـاك من سيهشـم رأس ذلك الإيطالي.

بعـد هـذا الحـديث عم الصمت على الطاولـه، حتى غـادر إيثـان و والديـه الطاوله، و كذلك والد ديـور الذي ذهب لعملـه برفقـة والـد إيثـان. 

نهضـت ديـور هي الأخرى تصعـد لغرفتهـا، تشعر بالتعـب و الصُداع مُجددًا، أرادت أن ترتاح قليلاً بعيدًا عن أحاديثهم المُزعجـه. 

اقتربت من غرفتها و كـادت أن تفتح البـاب، إلا إن باب غرفة إيثـان قد فتـح و خرجت يديـه تجذبهـا من ذراعهـا لداخل الغُرفة، صرخت بفزع من هول الموقف الذي حصل في ثواني قليله لم يستوعبها عقلها، أغلق الباب خلفهمـا بالمفتـاح، حتى لا يقتحـم أي شخص غُرفتـه.

لتصـرخ عليـه بخفـوت تحاول إستيعاب الوضع "مـاذا تفعـل؟!"

تبسم في وجههـا وهو يميل بوجه قليلاً يتأملها. "مـاذا؟ أقابـل خطيبتـي!"

نبضات قلبها كـانت مرتفعه، فهو أحس بها من قربهما، قربهما و من خوفها من أن يكشف أحدهم تواجدها في الغرفه معه الآن. 

لتنطق بصوت خافت متوتر. "ليس فـي هـذا الوقـت إيثـان، الجميـع في الأسفل قد يرأنا أحد"

عقد إيثـان حاجبيه بإنزعاج و انفعال شديد، فهو أيضًا يحاول جاهدًا هنا. 
"فـل يفعلـوا! لا أدري لمـا أنتِ رافضه بأن نخرج للعلن و نعلن عن علاقتنـا الطويلـه"

شعرت ديور بإنزعاجه الشديد من هذا الوضع الخانق لهما، لتحيط عنقه بكلتا ذراعيهـا، تُقربه إليها وهي تنظر في عيناه برجاء شديد. 

"أنت تدري بأن ليس هنـاك من سيـؤيد تلك العلاقه، أخشى أن هنـريتـا قد تقف كالعقبـه أمامنـا "

هي يائسه لا تصدق إنها تحبه ولا تستطيع البوح بهذا، كان من الصعب عليها أن ترى أمه تقدم إليه النساء واحده تلو الأخرى، وهي هنا خطيبته في الخفاء، هذا كان مؤلم للغايه لها و لـه. 

تنهد إيثـان قبل أن يردُف بخفوت شديد " هنـريتـا أصبحت كـالفوبيـا بالنسبة لكِ ديـور! "

تبتسمت في وجه بإنزعاج و خوف شديد، هنريتا دائمًـا ما كانت أسوأ كوابيس ديور و معظم أولاد العائله كذلك. 

" لا تنكر إنهـا دائمًـا ما تفسـد كل الأمور الجيدة علينـا، لا تنكر إنها لا ترغب إلا أن تكون هي محط أنظار الجميـع، حتى إننا لا ندري شيئًا عن هارفي "

زفر إيثـان وهو يبتعد عدة خطوات عن ديور، كان يشعر بالضيق كلما استمع إسم شقيقته التي سافرت في يوم و ليله دون عودة ولا أحد يعلم مكانهـا سوى هنريتا فحسب. 

لينطق إيثـان بهـدوء مقلق. 
" أمر سفر هارفـي هذا سيُصيبني بالجنـون، في ليله وضحاهـا سفرت بدون رجعه! "

قاطع حديثها صوت طرق على باب الغرفه مُصاحبًا بصوت والدتها التي تنادي بإسم إيثـان. 

"إيثـان بُنَي هل يُمكننـي الدلـوف؟!"

انتصب جسد ديور بفزع ولا تدري أين تذهب، حتى إنها فتحت غرفه ملابس إيثـان بتوتر شديد و إفتعلت صوت عالي أثر توترها 
لتردُف بخوف وهي تدلف للغرفه الأخرى. 

" أخبـرتكَ"

ليتسأل إيثـان بصوت خافت و انزعاج طاغي من أفعال ديور المُريبه بالنسبه له. 
" أين تذهبين؟! "

لتنظر له بإستنكار قبل تردُف بصوت غاضب "أختبئ!"

لم يُبالي لوالدتها التي تطرق الباب و هي تنادي بإسمه. 

ليتحدث بإنزعاج شديد و الغضب واضح على معالم وجهه الوسيم. " تختبئين؟ تـوقفـي عن هـذا ديـور، اختبائك هذا يعني إننا نفعل شيء خاطئ، حبي لكِ لا هو خاطئ أو حرام، إذا لما نخفيه عنهم واللعنه!"

لتجيب عليه بصوت خافت إلا إن الغضب و السخرية كانت واضحه فيه. "هل تريدهم أن يتقلونا رميًا بالرصاص يا إيثـان ؟! واللعنه لا أحد يطيق رؤيتي بجانبك أو نتحدث بعض الأحاديث القصيرة! ماذا إن علموا إننا في علاقه منذ وقت طويل! "

" إختنقت من تلك الفكرة اللعينه، لا أستطيع أن اختبئ اكثر من هذا يا ديور، يكفي هكذا! "

نهرته بكلماتها الغاضبه " لا تصرخ و إفتح البـاب"

اختبئت داخل الغرفه و أغلقت الباب خلفها، ليتنهد إيثـان و يرفع كف يديه يدفع خصلات شعره نحو الخلف من الغضب الشديد الذي يشعر به الآن. 

ليقترب من باب الغرفه و يفتحه بالمفتاح، و يُطالع زوجة عمه الواقفه أمامه بهـدوء. 

"آسفه لأني أزعجتك، ولكني أريدك أن تذهب مع ديور لأجل رؤية هذا العريس، فكمـا تعلم هي لا تملك أشقاء و أنت بمثابة شقيقها الأكبر يا إيثـان! أتمنى أن لا يُعارض هذا وقت عملك "

"الذهاب معها؟ لا بأس يا زوجة عمـي بكل تأكيد سأذهب معها، اليوم بالأصل إجازة لي ولم أكن لأذهب للمشفى"

اؤمئت له زوجة عمه قبل أن تشكره و تغادر، فأغلق باب الغرفه و ألتفت نحو ديور التي غادرت غرفة الملابس لتوها. 

ليتحدث إليها بسخرية واضحه في نبرة صوته. 

" لـكِي أن تتخيلـي إني أتجهز من أجل لقـاء عاهـر يحاول أخذ خطيبتـي مني"

-

يتبـع 🤎
لا تنسـوا وضـع التعليقـات في خانـة التعليقات في الأسفل.. ⋆𐙚.
تعليقاتكم تسعدني ❤️

تعليقات

المشاركات الشائعة